22 - هذا هو ما جرا

 

الفروق بيننا كبيرة، بالعمر هي اربعينية بينما انا ستيني، بالحالة الاجتماعية هي عزباء بكر بينما انا متزوج منذ أربعين عاما، مع ما يستتبع ذلك من وجود أولاد كبار بل متزوجين كلهم ومع ذلك تشكلت بيننا لغة صامتة خاصة.

سبب التعارف، علاقات النسب، وتعدد اللقاءات، والدعوات والدعوات المعاكسة، وتبادل الأحاديث، فولد احتراما وتقديرا لها من ناحيتي واعتقد نفس الشيء من ناحيتها، كانت تخاطبني مستخدمة تعبيرا تقديريا قائلة /عمو/ وكنت استخدم اسمها مجردا عالأغلب وأحيانا استخدم نفس التعبير / عمو/ لمخاطبتها.

بمرورالزمن، وتتالي اللقاءات، ترسخت مودة احترام، كنت أقدر ذكائها، وهي تقدرني أيضا، كنت ان سلمت عليها او سلمت علي اطيل امساكي بيدها، تعبيرا عن المودة العميقة والتقدير والاحترام، وكنت اسعد بابتسامتها الجميلة التي تزيد من لمعان عينيها، فتبدو مشرقة، بهية سعيدة، وبما أنها عزباء تنتظر عريسا، كان هذا موضوع التمنيات الدائم من الآخرين لها وانا كذلك.

وقد خطبت من رجل، صائغ، اعتقد انه خمسيني على أبواب الستين، أي انه يقاربني بالعمر دون ان يبلغني، خلال أيام الخطوبة الأولى بدت نضرة متألقة بجمالها، كان واضحا سرورها بالخطبة، وتجاوزها مشكلة العنوسة التي بدأت تطرق باب عمرها بقوة واضحة، الا انني ومنذ اللقاء الأول معها، بعد خطوبتها، أدركت ان لا علاقة لخطيبها بتألقها شكلا ومضمونا، وتوقعت عدم اكتمال الارتباط وإن كنت أتمنى لها الخير من اعماق قلبي، لأنها تستحقه وتملك شخصية تؤهلها لبناء اسرة رائعة ولتربية أولاد صالحين ومميزين، عدة اشهر واعلن فك الخطوبة، وقيل ان السبب بخله، لكني اعتقد ان السبب الحقيقي هو التمايز بين شخصيتها القوية كانسان وانوثتها المميزة كامرأة وبين رجل امضى دورة عمره الرئيسية بالعمل وجمع المال وحان وقت الاستراحة بالنسبة له روحا وجسدا، بينما بالنسبة لها ابتدأ وقت العمل لروحها الطموحة المتوثبة ولجسدها الأنثوي الفوار، فكان طبيعيا الانفصال وفك الارتباط. حقيقة حزنت لها، رغم توقعي هذه النتيجة، قياسا على الفوارق بين شخصيتها وبنيتها النفسية وبين شخصية وبنية الخطيب.

لم أحدثها مباشرة لا عند خطبتها ولا عند انفكاكها، الا ان منطق العلاقة، الصداقة، التعارف، بيننا، حافظ علي سويته كما كان دوما، تقديرا واحتراما متبادلا، لا بل حدثت مظاهر تشير الي زيادة بسويته ومستواه، فقد صرت ازداد حنوا لها وتلطفا بمخاطبتها واستقبالها، لا بل صرت اقبلها من وجنتيها حيث استقبلها ببيتي او ببيتها او حتى بالطريق، واشعر انها تخصني بابتسامة جميلة مميزة، وأنها ترتاح لتقبيلي لها وتسر بها. كما صرت عند لقائها أسلم عليها بيد واليد الأخرى تحنو على خصرها متلطفة بحنان اعجاب وتقدير وترحيب وسعادة، لم اخطط لذلك بل مارسته بعفوية، لذلك لا أستطيع تذكر متى بدا ذلك ولماذا، الا انه أصبح طبيعيا عند استقبالها او الالتقاء بها.

يوما انتبهت انها ما عادت تستخدم تعبير / عمو/ عند مخاطبتي، الذي أقلعت نهائيا عن استخدامه عند مخاطبتها، وقررت انه الوضع الأسلم فهي أنضج من أن تخاطبني بعمو، وهي أكبر من ان أخاطبها بعمو، وهكذا قررت الغاء هذا التعبير معها نهائيا، أضعف الأيمان من ناحيتي، ولا اعلم ان كانت قد انتبهت لذلك او انها اتخذت من ناحيتها نفس القرار ...لا اعلم.

كما لاحظت يوما وأنا استقبلها انها خففت لباسها منتظرة لمسة حنان يدي، وممكن دفئها، على خصرها عند استقبالها والسلام عليها، لأنها تعودت عليها وارتاحت لها، لست متأكدا من ذلك كي لا اظلمها الا ان هذا ما لاحظته حينها، فلم ابخل عليها بما اعتقدت انها تريد، فسلمت عليها بيدي اليمين بينما استقرت راحة يدي اليسار علي خصرها تجذبه، لا بل تجذبها  بحنو ولطف وممكن بشغف تدعوها للدخول، فابتسمت بجمال وانوثة لا يمكن تجاهلهما ، وعند توديعها احسست انها تنتظر تكرار ذلك فكررته مودعا، وقد انطبع ملمس جسد خصرها ودفئه علي يدي حتى الآن لا استطيع نسيانه لا بعقلي ولا بخيالي ولا براحة يدي.

بعد مغادرتها، بدوت لوهلة او لنقل لزمن قصير، سعيدا بملاحظاتي وأحاسيسي حيالها. لكن هاجسا طرق فكري وعقلي يوبخني ويؤنبني ويردعني كي لا استمر بذلك، ووجدت نفسي اقرر سأوقف قبلاتي البريئة لها، وسأمتنع بعد اليوم عن استقبالها بغير الطريقة الرسمية يدا بيد فقط وبجدية ورسمية، لا يجوز ان تنزلق مني اية إشارة تدل على احاسيس او رغبات او مشاعر خاصة، وهكذا كان، ويبدو انها اتخذت قرارات شبيهة بقراراتي فلقائاتنا اللاحقة اتسمت بالرسمية والجدية، وحتى الآن.

الا ان ذلك لم يمنع عقلي من استعادتها بين الحين والحين جميلة، ذكية، بهية، مشرقة بلمعان عيونها وحلاوة ابتساماتها، وقوة حضورها. وكثيرا ما كنت اسائل نفسي، أتراها اتخذت قرارات شبيهة بقراراتي ...؟؟؟ لا اعلم ...ولا اعرف كيف ستسير الأمور لو علمت...!!!

لقد استقرت افكاري نحوها وعلاقتي بها بهذا المستوي، بقرار واضح مني ، ورغبة اكيدة بتنفيذه والالتزام به ، لكن ذلك رتب علي ، وممكن عليها أيضا، ان نضبط تصرفاتنا عند اللقاءات كي لا تتجاوز حدود ما قررناه، انه تفاهم ذاتي أولا بيني وبين نفسي بصورة اكيدة ، وبينها وبين  نفسها حسب اعتقادي ،وهو تفاهم ضمني بيننا، لكنه من ناحية ثانية قد كون وشكل وأنشأ وطور لغة مشتركة صامتة بيننا، هذا ما اعتقده لأني اقرأه بعيونها عند اللقاءات واعتقد أنها تقرأه بعيوني أيضا، ولا اعتقد انه تجاوز العيون ، ووصل الى القلوب...والله اعلم.

هذه الحالة لامست شغاف نفسي وعقلي لأقرر الكتابة عنه، ليست مسالة سهلة او بسيطة انها، تفاعلات تتشكل بالروح وتطفح على سطح الخيال والذكريات والمشاعر، لأنني انسان املك حيوية المشاعر، وان كنت قد تقدمت بالعمر.

كانت تجلس قربي، ورأيت ابتساماتها تتالي بوجهي، لم اصدق، اصحيح هي...بذاتها...؟؟؟ ركزت النظر اليها، لمحت شعرة بيضاء تتبختر بين مفارق شعرها، مددت يدي وامسكت الشعرة بين السبابة والإبهام وانتزعتها، قالت سائلة، بيضاء...؟؟؟ قلت لا تهتمي سأزيلها، ردت بحزن انه الشتاء بدأ يغزو رأسي، لاحظت بيضاء أخرى ...مددت يدي وامسكتها بين السبابة والإبهام وانتزعتها...وقلت لا تهتمي سأنزع، أنا، كل شعرة بيضاء ...لمحتها تبتسم بسعادة، لكنها ابتسامة خافتة واقل اشراقا من عادتها، اكتأبت نفسي لأجلها...فلامست شعرها المنسدل على كتفيها...سمعتها تهمس، يأتيني صوتها مكتوما وكأنها بعيدة من خلف محيط، رغم انها قربي ويدي تلامس شعرها المنسدل على كتفيها قائلة شكرا ...شكرا.

كيف ومتي ...لا اعرف ...الا أنى وجدتها مستلقية علي وجهها وانا أجلس بجانبها، وشعرها ما زال منسدلا على كتفيها ويدي اليسرى تلامسه بحنان بدأ يتصاعد، نزولا الى ظهرها وصولا لسيقانها، التي انكشفت فلم تغطيها تنورتها، غريب وعجيب ...!!! لقد كانت ترتدي بنطال جينز ازرق، متى وأين بدلته بالتنورة ...؟؟؟ لا فكرة لي، مع ذاك بقيت مستلقية لم تجفل من لمسات يدي بل بدت مستسلمة بكليتها، وبين حركة وأخرى من يدي انزاحت التنورة للأعلى وبان جزء من اردافها الجميلة وطيزها، كان جسدها أخاذا، ومما شاهدته همست لنفسي، إنها لا ترتدي ثيابا داخلية.

فبدت مؤخرتها عارية امامي، قلت لنفسي بصوت منخفض، لم أجرؤ على رفعه، حتى لا تغضب مني، طيزك جميلة وشهية، ووجدت يدي الاثنتين تلامسان ردفيها بحنو بالغ وشهوة ساخنة ورغبة لا تقاوم، اقتربت بشفاهي وطبعت قبلة مباشرة على وسط طيزها لامست فتحتها ... لم تجفل بقيت مستسلمة ساكنة، تشجعت وطبعت قبلة ثانية بعمق وقوة، وهدفي ان ألصقها هناك....

شعرت بها تتململ ...قلت ضبطتني ...خفت أن تغضب ...تضايقت ...لم أعرف كيف أتصرف ...!!  فاستيقظت من غفوتي ...هذا هو ما جرا، مجرد حلم خلال عفوة،  وهو أحدث تطور بهذه العلاقة الرومانسية مع هذه المرأة ...ان حدثت تطورات أخرى مهمة سأكتب عنها.💕

التوقيع:- hanees15@yahoo.com

 

تعليقات

‏قال saadhussam
هي علاقة لا مستقبل لها
هي تبحث عن الدفئ ايا كان مصدرة و هو انزلق في مشاعر لا تليق به و لكن احيانا ننجرف في احاسيس غير محسوبة رغم ادراكنا التام لعبثية الموقف
كل منا يمر بذلك في مرحلة من العمر فهناك علاقات محكوم عليها بالفشل و لكننا نستمر بها
كنت اتمنى ان تسترسلي في القصة و لو قليلا
‏قال gamale halawa
نعم حدث تطور مهم...لقد سافرت ، هربت ، واغتربت جنوبا وشمالا وتنقلت بين عدة قارات ، واخيرا استقرت بابعد الشمال ، وهناك تزوجت، لكنها للاسف لم تنجب حتى الان ، اعتقد بعمرها تجاوزت الخمسين ، لا امل بالاولاد، لكنها م زالت ذكية نشطة وطموحة وبعيدة بعيدة ، ولا تقاطعني ولا اقاطعها بل نتيادل بضع كلام بين الجين والحين وبالمناسبات...هذا احدث الاحداث فقط ادونه لانه ما جرا....
‏قال gamale halawa
أزال المؤلف هذا التعليق.
‏قال gamale halawa
السيد saadhussam معك حق بملاحظاتك لكن...هذا ما جرا
‏قال saadhussam
لم اتوقع ان تكون قصة حقيقية
‏قال gamale halawa
كتبتها كما رواها لي من حصلت معه، وكان على تقمص شخصيته، لذلك لا اتوقف عندها كثيرا ، لانه من الصعب ان تنفعل ذات انفعالاات صاحب العلاقة ، لذلك القصة تكاد تكون سردية وخالية من الانفعالاات العميقة، والصراعات النفسية المهمة.