35 - الفتى المتحرش

           ارملة بخمسينات العمر ، توفي زوجي وأنا بالأربعينات،  لي ولد متزوج ويعيش  مستقلا ببيته الخاص مع زوجته وولدين، وأعيش انا  وحيدة ببيت الأسرة الذي  تملكته انا وزوجي بتعبنا وعرق جبيننا، كنا موظفين ، ومن دخل  رواتبنا المحدودة  تمكنا  من امتلا ك البيت ، هو كل ثروتنا ورأس مالنا ، وبه  أقيم مستورة ليس لمخلوق علي ذل سؤال او حاجة .

عشت صادقة ، طيبة، مخلصة لزوجي وابني ، نظيفة اليد ، راضية غير متطلبة، لا عيب  بسجل سلوكي ، يخزيني  او يخجلني او استعر منه، أحببت زوجي وتعاونت  واياه دون تفريق بين ما لي وما له ، تخليت عن كثير من زينة الحياة الدنيا من اجل اسرتي وبيتي ، وبهذه الصفات عرفني الأهل والجيران ورفاق الوظيفة  ، وكل الأصدقاء .

ما ان توفي زوجي  وأصبحت وحيدة ، حتى توافد لي  عدد من الرجال من طالبي الزواج ، تشجعهم سمعتي العطرة، ويدلهم علي من عرفني وعرف سلوكيتي النظيفة، وطيبة قلبي  وقوة حناني .ألا ان نفسي أبت ذلك ، ورغبت ان أستمر  مع ذكريات حياتي مع زوجي الذي احببته وشقيت واياه لتأمين البيت.  

مع مرور الزمن واستمراري  برفض عروض الزواج تناقص  عدد المتقدمين وغدا معروفا قراري ، فامتنع حتى الأصدقاء من ارسال اخرين، وهكذا استقرت حياتي  هادئة روتينية  وحيدة  لا هم لي الا سعادة ابني واسرته  وولديه فهم  فرحة العمر الباقية لي واهم  واجمل متعها.

سارت حياتي هكذا بروتين يكاد يكون ثابتا ومتكررا لا تبديل فيه ، ولا احداث جديدة او مهمة او مثيرة، تكسر  ذلك الروتين المتكرر والهادئ .

أحيانا استقبل  صديقات لي ، يجتمعون عندي ، ويتبادلون احاديث شتى واخبار اجتماعية عديدة عن فلانة  قد طلقت وتلك تزوجت الرجل الثالث، ولا يستبعد ان تتزوج الرابع ولربما اكثر، وتلك عشقت وتلك احبت  ، وتلك تاهت بعد طلاقها او ترملها. كنت استمع  لتلك الأحاديث واشارك بها مجاملة ، وليس مبادرة، فقد كنت  اتجنب  التحدث عن  أمور غيري  وخاصة الشخصية ، الا  ان تلك الأحاديث كانت تشكل  مزيجا  متنوعا من الأخبار الاجتماعية الجديدة  التي تشغل ذهني وتفكيري لعدة أيام لا حقة  عن فلان، او فلانة، او هذا  الحدث او تلك القصة، فاستغرب  حينا  واشفق حينا  واحنوا حينا ، بل وأتألم  لألآم غيري ان كان الحدث مؤلما كوفاة شاب او سقوط امرأة وتضررها او مرض احد ما وهكذا.

كنت راضية بذلك المسار لحياتي بعد ترملي ، لا املك،  لا الرغبة ولا الحماس، لتغيير ذلك المسار بحدث  ملفت ومثير قد يصبح حديث الناس كالزواج بعد كل ذلك التمنع او ان احب واعشق رجلا ما ، واسافر واياه  سائحة هائمة، بل بالعكس  كنت ابتعد عن الرجال قدر استطاعتي  للحفاظ على سمعتي  التي كونتها  بالتزامي  بالماضي ، على قاعدة أن اية علاقة  تعارف أو صداقة مع أي رجل سيعتبرها الناس سببا للشك والريبة وستتطاول الألسن باحاديث التخمينات والإحتمالات ، بينما انا بريئة من كل ظنونهم ، لذلك اعتبرت ان الأفضل والأنسب لي  ان ابتعد عن الرجل  قدر استطاعتي . وهكذا كان.

 اود ان أقول  انني رغم سنوات عمري   المتقدمة نسبيا الا اني حافظت على تناسق جسمي ومكونات  انوثتي  واعتقد ان السبب وراثة من امي وجدتي ، فقد حافظتا  على جمالهن الجسدي لعمر متقدم قياسا لغيرهن،  ولعلي  ازيد عليهما انني لم احمل وانجب سوا مرة واحدة ، فلم يتعب الحمل المتكرر  شكلي وتناسق مكوناتي الجمالية  خاصة واني  أيضا كنت مهتمة بالعناية  بذلك فأنا  كنت بأعماقي افتخر بجمالي وبأنوثتي .

يوما وكنت اتسوق حاجاتي اليومية ،من المحال القريبة من بيتي، أي  بحارتي المعروفة بها  من الجميع تقريبا، تحرش بي أحدهم ، وكما يعلم الجميع ان جميع النساء بالعالم يتعرضن لتحرشات الطرقات، انا لست استثناءا ، ولسلامة سلوكياتي والتزامي كان من  عادتي، أن اتجاهل تلك التحرشات ولا التفت لها ، واتابع طريقي بهدوء وكأنها لم تحدث ، انما بذلك اليوم سارت الأمور مسارا  مختلفا.

لم يتوقف ذلك المتحرش عن مغازلتي  مستخدما كلمات صريحة، لا تناسب  سمعتي وسلوكيتي، وسأذكرها  صريحة، متجاوزة ادبي ، لإدراك  درجة صراحتها وقوة  مدلولها ، ولتبرير تصرفي غير المعتاد حياله، ولخشيتي ان ينتبه أصحاب المحال بالحارة له، ولجرأة كلماته فيظنون بي الظنون .

 كان ممكنا  ان يمر ذلك كالعادة، اتابع سيري واتجاهله وينتهي الأمر بهدوء ومن غير صخب او ضجيج ، الا ان ذلك المتحرش تابعني بغزله وتحرشاته الصريحة تلك ، فبدأ يقول/ ما اجملك/ سكت ، كررها وكررها بقيت ساكتة، فصعد تحرشه وتابع يقول/ ما أجمل سيقانك / بقيت ساكتة واتابع طريقي ، ويبدوا ان سكوتي كان يشجعه،  فاستمر يلاحقني وقال / ما احلا طيزك / جفلت  الا اني بقيت ساكتة  لكن  داهمتني عصبية منه، ماذا لو سمعه احد ممن يعرفونني  ماذا سيظنون بي ...؟ ومع ذلك بقيت ساكتة ، تابع ذلك الشاب  بجرأة كبيرة فقال /  ولك اشتهيتك / انفعلت وزادت عصبيتي واوشكت ان اتعثر واقع بالطريق ، ويبدو انه لا حظ  تأثري وانفعالي  وارتباكي وبدل ان يرتدع  ويتركني تابع بجرأة اكبر، يبدو انه فهم ارتباكي تجاوبا ، شتمني هذه المرة وقال / يا شرموطة  بدي انيكك/  لم اتمالك نفسي فصرخت به  كفى انصرف بطريقك واتركني بحالي . وانا اصرخ به واؤنبه ،  ورجوته ان يتركني ويتابع طريقه  بسلام  لي وله ، اجفل هو من ردة فعلي التي لم يتوقعها، اعتقد بسبب سكوتي السابق، وقف مربكا لا يدري ماذا يفعل او يقول ، تمعنت به  انه شاب يافع صغير بالعشرينات من عمره وفتى شقي  شعره طويل مسبل  ويصل الى اكتافه، ثيابه انيقة ، متوسط الطول ،  هدأت وقلت له  بصوت مسموع لكن  بتماسك وهدوء تابع طريقك واتركني والا  سألم عليك الناس، بقى واقفا بذهول  لا هو ينصرف ولا ينبس ببنت حرف ، فقط ينظر لي بذهول.

 يبدو ان احد أصحاب المحال  انتبه لما يجري من صوتي المرتفع ، قال يا جارتنا هذا النوع  لا ينفع معه الرجاء، وهجم عليه يضربه وهو باق واقف لا يهرب ولا يرد الصفعات والرفسات ولا ينبس بكلمة ، اجتمع عليه بعض المارة مع بعض الجيران من أصحاب المحلات القريبة ، بينما انا انسحبت  مبتعدة بكرامتي وسمعتي ، واعتقد انهم قد اشبعوه ضربا.

تابعت طريقي، تسوقت حاجاتي،  وعدت لبيتي منفعلة  متضايقة مما جرى ،الومه لإلحاحه ، ومثابرته على التحرش بي ، حتى اجبرني على الصراخ به ، كان يكفيه  كلمة غزل واحدة ويتجنب عصبيتي وغضبي . ويتجنب هو ما تعرض له من ضرب وشتائم.

بقيت طوال اليوم منزعجة مما  جرى ، وعند النوم ليلا  قلقت وفارقتني  الغفوة وبقي مسيطرا علي لومه وتأنيبه  لأنه تسبب  بما تسبب به لنفسه ، ولي، فانا لم اكن راضية عن ردة فعلي ، فقد كشفت  ما يجري لي . لكن  بعد طول قلق وتفكير داهمني شعور بالشفقة عليه هو شاب يافع كباقي الشباب ، ستذهب هذه الحادثة بعقله الباطن ذكرى سيئة سيتذكرها طوال حياته  قد يرتدع بعدها عن  التحرش ، لكن من المؤكد انه لن ينسي  العلقة التي نالها من الجيران.

باليوم التالي وعدة أيام أخرى بقيت تلك الحادثة ملازمة لتفكيري الا ان مشاعري حيالها، بل لأقل حيال ذلك الشاب قد بدأت تتبدل. ضعف غضبي منه وتصاعدت شفقتي عليه وكنت اكرر بنفسي هو شاب كباقي الشباب  أراد ان يرضي رجولته بهذا الشكل وبهذه الجرأة، ثم صرت الوم نفسي ، بانه كان يجب ان ابقى هادئة ولا اثور واعصب  عليه ، زاد اشفاقي عليه وبدأت شفقتي  تتحول لحنان اتجاهه، لقد تسببت له بعلقة ساخنة ، فيزداد لومي لنفسي واردد كان يجب ان ابقى هادئة ولا اثور.

بمرور الأيام نسيت الحادثة، لكنني لم انسى، ذلك الشاب  اليافع بشعره الطويل المسبل والمنفرد على كتفيه وبثيابه الأنيقة المتناسقة بألوانها ، فتداهمني مشاعر الشفقة والحنان عليه وهو يتلقى الضربات  مذهولا مستسلما لا يرد،  وأردد كان يجب ان لا اصرخ به.

ومرت اشهر عديدة لا اذكرها، ويوما تعطل عندي جهاز التلفاز سألت  عن مصلح ماهر اعطوني رقم هاتف احدهم قالوا انه شاطر وماهر، اتصلت بالرقم واخبرته، قال حاضر لكن ليس اليوم، بل غدا قلت لا بأس باي ساعة ستحضر حدد وقتا وافقت عليه. سأل عن عنوان البيت  دللته واعطيته الإسم  قال عرفت الحي  وعندما اصل سأسأل  واستدل .

بالوقت المتفق عليه تماما، طرق الباب ، نهضت وفتحت الباب ، تفاجأت به،  هو بشعره الطويل المسبل على كتفيه وبأناقته ، شككت انه المصلح، خفت قليلا ،ماذا يريد...؟  قررت تجاهله وكأني لا اعرفه ولا اذكره.. هو تفاجا أيضا نظر لي ببلاهة وذهول ولم ينبس ببنت شفة، تمالكت نفسي وسالته ببعض ارتباك انت المصلح، لم يتكلم فقط هز برأسه باندهاش واعتقد بخوف ايضا ، قررت تجاهل الحادثة وكأنها لم تقع  وكأنني لم اعرفه قلت  بارتباك  واضح تفضل.

دلف للداخل مترددا، وتوقف ، اشرت له  حيث يوجد الجهاز، وقلت له  ها هو التلفزيون ، قال بوجل شو عطله، لم استطع ان اشرح له ، خشيت أن اتلعثم  فقط قلت  بعجلة افتحه وشوف شو ماله. وتركته وهربت للمطبخ ، اختلطت مشاعري بين الخوف من نواياه   وبين التردد والغضب والشفقة والحنان ، ثم لاحظت ان عيونه  واسعة  وكحلاء بياضها ناصع وسواد  بؤبؤها  غامق فاحم ، تلمع وتوحي بالذكاء ، جسمه  مليء متناسق ويتناسب مع اناقته . ولاحظت أيضا انه يملك وجها طفولي  المظهر ، لا يوحي بالشر  بل  ببعض براءة وبساطة ، لم الحظ اية عدوانية  بنظراته ، فتذكرت استسلامه امامي عندما عصبت وبدأت اصرخ بوجهه وأنهره  كما تذكرت استسلامه لصفعات صاحب المحل وعدم محاولته الهرب او رد الصفعات بمثلها. قلت بنفسي هو ليس عدوانيا ، قد ارتكب معي غلطة ويلام عليها، وانا بالمقابل سببت له بأذية شديدة مع اني لو بقيت ساكتة لجنبته  تلك الأذية  وجنبت نفسي شهرة تلك الحادثة بين الجيران.  بهذا التفكير شكلت توازنا بيني وبينه هو اخطأ وانا أخطأت، هدأت مخاوفي قليلا، اشفقت عليه وهمست لنفسي هو مذنب ، لم يرتدع وتجاوز المعقول ، بل شتمني  بأصرح  الشتائم، هو يستحق ، لو اكتفى  بالمغازلة  الاولى لمر الأمر بسلام.

وسمعته يناديني بصوت  هادئ ويردد يا مدام ... يا مدام ، قلت نعم ،وتوجهت اليه  قال هذه القطعة ،واراها لي، تحتاج لتبديل ، سأجلبها غدا  واعود لأكمل اصلاح الجهاز، قلت لا مشكلة.  وبدأ يعيد جمع الجهاز المفكك قلت دعه ما دمت ستاتي غدا  قال لا يجوز، يجب أن اضبه وغدا اعيد فتحه هكذا انا اعمل  لا اترك فوضى خلفي ، قلت  بنفسي أيضا انيق بعمله، تركته يعيد تجميع  الجهاز وعدت للمطبخ  مبتعدة  عنه وقررت ان اضيفه فنجان قهوة مع قطعة بتي فور قلت لنفسي انا لست حاقدة عليه ، وهو ضيف وضيافته واجبة، وحتى يعتقد اني لم اعرفه، فتهدا أعصابه .

عدت اليه بالقهوة، كان ينجز اللمسات الأخيرة وبدأ يجمع عدته ويعيدها لشنطته الصغيرة، قال عذبتي نفسك لم يكن  ضروريا ، قلت  انت ضيفي وهذا واجبك ، قال اقرب للهمس شكرا. جلس بأدب وسكون يرتشف القهوة، صببت فنجانا لي  ليس تأدبا فقط ،  بل لأني وبصراحة رغبت ان اشاركه فنجان القهوة ،هو يرتشف وانا ارتشف ، وتتلاقى نظراتنا وتتباعد، قلت اذا كنت تدخن  لا باس انا لا ادخن وليس ببيتي دخان قال لا انا لا ادخن، هززت راسي وقلت احسن لصحتك.

اخذ اخر رشفة من فنجانه ونهض ، شكرني وقال غدا بنفس الموعد سأعود  لأكمل  الإصلاح، قلت هل سيضبط قال طبعا وسيعود كأنه جديد. قلت اخبره، من سالتهم  عن مصلح دلوني عليك وقالوا انك ماهر ، قال  شكرا ثم همس انا اطلب رضاك ، وحمل شنطة عدته وغادر.

اغلقت الباب خلفه ، تداهمني جملته الأخيرة /انا اطلب رضاك / هل يريد ان يعتذر عما فعله بذلك اليوم  ام انها تعبير دارج لمصلح مع زبائنه. الا انها اعجبتني وخاصة اذا كانت للاعتذار ، استبد بي  إحساس بالحنان  يملآ أعماق نفسي ، قلت  انا غير حاقدة عليه أذا اعتذر سأقبل اعتذاره وأسامحه صراحة،  بل ساربت على كتفه  أيضا ، وسألامس شعره الجميل والمسبل على كتفيه بحناني الصادق ،فانا الكبيرة وهو الأصغر ليتأكد اني لست حاقدة عليه، بل  انني اسامحه من أعماق فؤادي . بل سأعتمده مصلحا ثابتا لجهازي فاستقبله مستقبلا بثقة ورضى.

بقيت مشاعر الحنان تلك مهيمنة على نفسي ، باقي ذلك اليوم ، بل شعرت برغبة لو بقي اكثر ، وتحدثت معه اكثر ، لأعرفه اكثر.

 بالليل وانا بسرير نومي، عاد لذاكرتي بقوة، زادت من انفعالي ورغبتي بتذكره ، قلت هو لا يفارق  ذاكرتي، بل كلما غادرها يعود ثانية اليها، وهمست يبدو انني أيضا لا اريده ان يغادر ذاكرتي ، وداهمني خاطر الإعتذار وأنه اذا  اعتذر لي غدا لن ارد له اعتذاره كلاما،  بل سأربت على كتفه ،  لأنني الأكبر، وسألامس شعره ملامسة الرضى والصفح والغفران ، ليدرك حنان المسامحة الذي يشحن نفسي نحوه.

 وعبث الحنان بخيالاتي  ، وحلمت اني احتضنه وأقول له لا بأس  ما حصل قد حصل وانا اسامحك واعتذر منك لأني فقدت اعصابي وصرخت  فعرضتك لأذية ليست من طبعي وبعد ان عرفتك  سألوم نفسي لأنني تسببت بها لك سامحني انت  أيضا.

لن اتحدث كيف شطح خيالي وتتالت احلامي بتلك الليلة ، سأترككم تتخيلوا تلك الاحلام مع ذلك الشاب ذو الشعر الطويل  الأملس والمنسدل على كتفيه  والانيق  بعينية الكحلاوين. غفوت  عندما اقترب الصباح ، ونمت على اثرها نوما عميقا باطمئنان بالغ افتقدته منذ وفاة زوجي.

بعد الإستيقاظ  متأخرة ، لم يغادر ذلك الشاب ذهني،  بل كنت انتظر قدومه ، بل كنت متلهفة  أن يحضر وبنفسي رغبة ملحة كي اراه ثانية ، واتمعن بتقاطيع  وجهه، بل وكل جسده ، بقي رفيق خواطري وموضوعها بالنهار كما رافق خيالاتي طوال  الليل ، بل تكررت بذاكرتي عبارات غزله بذلك اليوم/ ما اجملك، ما احلا سيقانك، اشتهيتك / .

باقتراب الموعد لم تفارق عيوني عقرب الدقائق بالساعة وانا اتابع تقدمه البطيء ، بالوقت المحدد تماما ، طرق الباب،  هرولت، وفتحت، استقبله، بل رحبت به ، بل علت وجهي ابتسامة فرح شعرت بها تداعب شفتاي، واعتقد هي السبب الذي شجعه ليبتسم لي هو أيضا، ما اجمل ابتسامته وما احلاه، قال هل ادخل، انتبهت انني  بعد لم ادعوه للدخول، كنت مشغولة بابتساماتي وبالنظر اليه وبالتغزل  الصامت به .

اعتذرت وقلت له اسفة تفضل، دخل ، ووقف  ولم يتابع حيث ترك الجهاز يوم امس تأدبا، كررت له دعوتي تفضل ...تفضل ... فتوجه للجهاز ، واخرج عدته من شنطته ، وبدأ يفك الجهاز ، قلت اسأله هل سأسهر على التلفاز هذه الليلة ، قال بثقة واضحة بالنفس ، طبعا، وسأعيد تنزيل  كل المحطات وارتب لك المحطات التي تفضلينها ، قلت جارنا من رتبها لي ، ضحك وقال، بثقة بالنفس  واضحة، هو لا يعرف كما اعرف انا .

بدا لي  اليوم هادئا ومطمئنا واعجبتني ثقته بنفسه وتأدبه ، لم ارغب بتركه ، اردت  البقاء قريبة منه اتابعه ، وانا انظر لطريقته  بالعمل ولحركاته، واسمح لنفسي  بالتعرف لثنايا جسده هنا وهناك وتحضرني بين الحين والحين كلمات تحرشه بذلك اليوم / ما اجملك /  فأقول بنفسي ما اجملك انت أيضا واتذكر قوله / ما اجمل سيقانك / فاشد ثوبي  خوفا من ان تكون ظاهرة فيراها / اشتهيك/ فاحس بسخونة عضوي ، فألم سيقاني  على فرجي  تحتضن عضوي  بأنوثتي  وهي تستيقظ من جديد.

تركته ونهضت للمطبخ ، بانفعال واثارة واضحة واعجاب بالشاب وحلاوته ومهارته وجرأته  علي بالطريق، احضر ضيافتي  لهذا اليوم وقد ميزتها كثيرا عن الأمس ، حضرت له قالبا من الكاتو وزينته قليلا  كنت بالمطبخ منهمكة بالعمل احضر الشاي عالنار ، واحضر صينية الضيافة ارتب فوقها ابريق شاي من القيشاني الفخم مع فنجانين  وسكرية من  ذات الطقم  له ولي ، سأشاركه ، سأقطع له قطع الكاتو بيدي،  سأشجعه  لأبدد رهبته وخجله ليأكل ، وسأقطع له المزيد ليأكل ، ليأكل كل القالب  هو يستحق ان اهتم به ، واريده أن يدرك اني قد نسيت الحادثة  وانني اسامحه بصدق صادق، هو اخطأ ومن منا لا يخطئ ، ثم راجعت نفسي ، لا،  هو لم يخطئ ، انا فعلا جميلة ، وسيقاني جميلة ،  وتذكرت تحرشه الجريء / ما اجملك - ما أجمل سيقانك  - ما احلا طيزك - ولك اشتهيتك بدي انيكك/ جريء جدا /  ونفر ماء شهوتي واغرق كلسوني ، وشعرت به يسيل على سيقاني ، يا الهي، لقد ارتعشت، تركت كل ما بيدي واسرعت لغرفة نومي وابدلت كلسوني المبلل ومسحت سيقاني ، هدأت شهوتي واعدت ترتيب ثيابي وعدت اكمل ضيافتي بالمطبخ.

حملت صينيتي مليئة بضيافتي، ومليئة  بمسامحتي وحناني وشهوتي التي غدت واضحة بجسدي وعقلي  ولا يمكن ان انكرها.

وضعت الصينية على طاولة صغيرة قريبة منه ، التفت  بدهشة واستغراب  واضحين  دون ان يعلق ، كان قد أعاد تركيب الجهاز ، وشغله قال أقوم بتنزيل كل المحطات ما هي المحطات المفضلة التي  تريدينها لأرتبها لك .

بدا لي مرتاحا ، وقد تخلص من الخوف  والارتباك ، وشعر من ضيافتي المميزة ، باهتمامي به وترحيبي الواضح ،اطمأنت نفسه ، فانصرف لعمله يضغط ازرارا ويراقب  الشاشة ، وتتدلى أحيانا خصلة من شعرة امام وجهه ، فيرفعها بحركة  انيقة من يده ، انهمكت اراقبه ، وبخاطري تتردد خفة  حركاته واناقتها ومهارتها ، ما اجمله وما احلاه، وتدلت خصلة من شعره امام وجهه وددت لو ارفعها بلمسة من يدي ، لم ينتظرني رفعها بيده ، هو معتاد على هذه الحركة ينفذها بنعومة وسرعة وعفوية. كانت شاشة التلفاز شاشته اما انا فكان هو شاشتي حلاوة وجهه ، ونعومة شعره ، وانسداله على كتفيه ، وحركاته  الانيقة والمرتبة، ومهارته وثقته بنفسه ، رجولته واضحة، بل مميزة، وسالته متى ستخطب ، نظر لي بإمعان وقال لم افكر بعد.

وفجأة توقف عن العمل ، واستدار نحوي ، أطرق بالأرض وصمت، ادركت  نيته وانتظرت بسكون، بعد برهة قال اتسمحين ، لم اجب فورا، بعد برهة، قلت بهمس تفضل، قال انا اريد ان اعتذر منك، قلت انا سامحتك بنفس اليوم، قال انا لم انسى، مشاعري وانفعالي بذلك اليوم واحترمها، واريدك أن تعرفي أنه  ليس من عادتي  التحرش ، لكن جمالك او جمال حركاتك وانت تسيرين امامي ، حرضا بنفسي وبجسدي امر ما بداخلي جذبني اليك ، أثارني ، ايقظ رجولتي، مع اني بكر وغر بالنساء،  انا لم اكن اتحرش بك  بل كنت اعبر لك عن تأثري بجمالك ، يشدني اليك ، ويثيرني  اشد اثارة ، انا لا اعرفك ولم  يسبق  لي ان رايتك، لكن ثنايا جسدك وانت تسيرين امامي  وجمال حركاتك دفعتني ان اعبر لك عن ذلك...وسكت .

احترت كيف اجيبه، رغم انه قال اعتذر الا انه  بالحقيقة لم يعتذر، لقد تغزل بي  بوضوح ، لم اجد ما أقوله  ترددت ، ثم كررت انا سامحتك من يومها ، وبإمكانك ان تعتبر ان الأمر انتهى ، ضروري تعرف انني، لمت نفسي  لأنني بصراخي سببت لك اذية شديدة ، انا اسفة  واعتذر ايضا.  

وضع جهاز الريموت من يده ، وقال  لم اعد قادرا اليوم ،غدا سأكمل ، ونهض وحمل شنطته لينصرف قلت وصينية الضيافة،  واشرت لها ، قال غدا غدا وغادر.

وداهمتني أفكار  وخيالات شتي ، سأعترف انني غدوت ضحية اعتذاره الملتبس بالغزل الصريح ، لقد تأثر المسكين وهو بكر وغر بالنساء بجمالي وجمال حركات جسدي . فرحت بأعماقي ، لا زلت جميلة، بل مثيرة، لم يحتمل هذا الشاب جمال حركات جسدي وانا اتبختر  امامه / لم اقل وانا اسير امامه مع انني كنت اسير/ لعبت بالألفاظ اعجبتني كلمة أتبختر اكثر من اسير، تذكرت ان زوجي أيضا كان يبدا غزله من مؤخرتي ، فيعريني ، ويلتهمها بعيونه وانا واقفة امامه  اعرضها له، يلامسها بأصابعه ، يربت عليها ، ثم يقترب  بوجهه، ويلامس اردافي بشفتيه وهو يهمس بكلمات اسمع بعضها ، حلوة، ممتعة، لذيذة ، تسلملي هالطيز، واسمع صوت قبلات عالية تترنح عليها وحواليها وعلى اجنابها ،  وانا مستسلمة واقفة له مستمتعة ، خاضعة لرغباته وشهواته ،واريدها واذوب من لفحات أنفاسه ولمسات شفتيه ساخنة تتلوى فوق اردافي وعلى طيزي، ويدي تعبث بفرجي وبعمق عضوي،  ثم يصعد بقبلاته لظهري وخواصري ، وانا انتظر وصوله لأكتافي ورقبتي  لأشعر بملامسات عضوه لها وحركاته وهو يدفعه بين ردفي،  يريد ايلاجه، ويهمس قرب اذني اتشعرين بشهوتي ، أتريدينه ، سأدفعه ، ستتألمين قليلا ، لكنك ستستمتعين ، وما ان اشعر بحرارة عضوه تلامس ناحية طيزي ، وانزلاق راسه حتى ابدا اتأوه لذة ، وادفع نفسي ، اقصد أدفع طيزي، لتقابل عضوه المتوثب والقاسي والمندفع بحركاته، وتتسارع حركات يدي تعبث بعضوي ويهمس ، حبيبتي عم نيكك، نيكك حلو ولذيذ، فيكتمل استسلامي له   وتحلو المعاشرة  ، فيقتادني للسرير استلقي له على ظهري ، واحتضنه بسيقاني واشده لي ليكمل نشوته وارتعاشه ، وهو يصرخ ويصرخ... وارتعشت فعلا ...وتدفقت شهوتي  من فرجي واستكنت   لقد كنت اعبث بفرجي  مع ذكرياتي مع زوجي، وهدأت وارتخي بدني  وذبلت جفوني وغفوت .

صحوت بالصباح ، تسيطر علي أحلام ليلتي فتذكرت انه كان من عادة زوجي، عالأغلب،  ان لا يكمل  معاشرتي من مؤخرتي بل كان يبدأ بها ويكمل من فرجي ، لنغفوا بعدها متعانقين، فنصحوا صباحا تلمع عيوننا بالسعادة والنشوة واللذة ، فيغمرنا فرح المحبة ، ويكتنفنا  الرضى عن انفسنا وحياتنا  معا ، تكللنا سعادة الأيام رغم صعوباتها .

قلت بنفسي هذا المتحرش حرض ذكرياتي مع زوجي ، وتذكرت رعشتي وانا احلم واعبث بجسدي ، ما لم افعله منذ زمن طويل ، أسعدني ذلك وارضاني قلت ما زال زوجي المتوفي حيا بقلبي وحيا بجسدي وها انا استعيد حلاوة المعاشرة معه، ونهضت لنشاطاتي اليومية ببيتي ، راضية عن نفسي وسعيدة بليلتي، ومطمئنة ان ذلك الشاب  الحلو الطلة  قد تصالح معي ومع نفسه، وانه غدا صديقا.

انتظرته طوال اليوم، حضر بموعده ، اكمل عمله ، قمت بواجب ضيافته  واطعمته ثلاث قطع كبيرة من الكاتو مع كأسين من الشاي  وهو يتمنع، ثم يقبل، ويبتسم ويشكرني  ويلتهمها بنهم. ثم قال مدام انا جاهز دوما لتصليح اية اعطال بجهازك فقط اعلميني واحضر، وحمل شنطته  ليغادر قلت حسابك ، قال ابدا ، قلت اقله ثمن القطعة، قال كفارة عن خطأي ...وغادر.

                                      💕💕💕   

 أرجوا من الأحباء  القراء  التعليق لو بكلمتين سواء  ثناءا او نقدا ، مما يساعدني بتطوير ذاتي  ، وتطويرمدونتي هذه/ سنبلة قمحي/، وجمال وحلاوة ومتعة كتاباتي. وشكرا.             

                                                    

                

تعليقات