90 - رغم الخطب الكبير ...أفهم ...أنك ذكري وانا انثاك

 

راسلني فكتب لي

   اشعر بغربة عن نفسي.. لا اتعرف عليها. عزلتني الاحداث الطارئة عن فرحي،  وحرمتني من قطعة من حقيقتي.. اسير في الارض تائها معزولا عن تاريخي.. لا ادري اين اسير ولماذا اخطو.. كرهت طريقي وبيتي وحياتي.. ضيعت عاداتي في يوم لا املك طريق العثور عليه في ارشيف حياتي.. غاب احبابي، وماتت سلطة اخيلتي.. يطير وجداني في اتجاه شرق دفنته نيران الفتنة ثم يعود خائبا قبل منتصف الطريق.. ابحث عن طيف حبيبي الذي لم يعد يزورني، فيقال لي تريث ريثما ينقشع ضباب القصف وتهدا النفوس المضطربة والعيون الخائفة...  أحس انني اموت ببطء وحيدا في الفلوات 

 

قلقت عليه وخفت ان يضعف فاجبته

 

          رجُلي ...كلنا داهمنا الخطب العظيم، وصار مطلوبا ان ننسي امالنا التي تعودنا عليها ، وان نبني امالا جديدة ، واحلاما جديدة، وخيالات جديدة ، عل الزمن الجديد يخلصنا من بعض صعوبات ماضينا وحاضرنا  فترتاح بعض نفوسنا فقط، اقله كيف نعيش، وكيف نأكل، وكيف نشرب ، وهل نُحصّل ما يكفي لنعيش ونستمر ، هي هموم يومية ، كانت تؤرقنا بما مضى، ولا زالت تؤرقنا رغم وعود الزمن الجديد بان نتريث فسيتحسن الحال  لحال افضل، ورغم مآسي  العدوان الإسرائيلي الذي لا يشبع اجراما وتدميرا، ليستريح راحته الابدية، وان شاء الله بموته وفنائه ، فإن لم نقدر على اماتته  بايدينا المقدسة، لعله يمت من داخله ، كوحش اسطوري  يأكل ذاته ان لم يجد من  يقدمون انفسهم اضاحى له،  وطعاما، فيتغذى على استسلامهم وخنوعهم الذليل.

         مبدئيا حبيبتك بخير وتعيش، وان ذَبُلت بعض احلامها، وخف اشعاعها الذي كان يلهب كل خلايا جسدها وانوثتها ، افهم غربتك ، وافهم رغبتك ، وافهم ولهك وشوقك وشهوتك ، وافهم فوق كل هذا، انك ذكري وانا انثاك، وانك رجلي وانا امراة لك، وانك سندي وعميد ادبي ، وانك سيدي ومالك عبادتي، وانك ذاك النبي  الذي يبشرني،  ويعلمني كيف اصلي، وكيف اركع واسجد، لاروي عظمته وعليائه بايماني وحناني وولهي اليه، واشتهائي لمجده وعنفوانه راكبا فوقي.

          لا تخف  لازلتُ إيَّايَ،  كما كنت لك، سابقى لك،  حرة ومتحررة ، وقد خبرتك برسالة سابقة ان كل خلية من خلايا جسدي الملايين قد صارت انثى بحد ذاتها جاهزة لذكر يزرع  انوثتها حياة جديدة ومتجددة ، وشغفا جديدا،  وشهوة جديدة،  فكيف  لك وانت ذكر كل تلك الخلايا تتنقل بينها من اعلاها لاسفلها ، ولا هم لها، الا ان تترنح، حبا وقهرا وغضبا وقوة ويأسا وخوفا وحزنا وانوثة بين يديك، وفي اعماق حضن ذكورتك،  وقوة  ارادتك، وقوة شهوتك، وقوة انتصابك، وقوة شخصيتك لأرتاح ...فانت ملايين القوة  التي احتاجها، لاخضع لها ولقانون سلطتها.

          سأهواك ما حييت، قريبا مني او بعيدا عني، فانت موجود باعماقي،  وبكل ثواني حياتي ، لأني استند اليك ان فكرت، وان كتبت، وان حلمت، وان عشقت، وان اشتهيت، نعم حبيبي لا زلت انت شهوتي،  ساعدني، لاعود كما

كنت ، ارفع لك سيقاني، وانحني امامك، لتنال دبر اركاني.  

💕💕💕💕       


تعليقات

‏قال غير معرف…
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
‏قال gamale halawa
لا أملك جوابا شافيا لتساؤلاتك وحيرتك وترددك، الا ان اقول ان الحياة تستمر رغم كل المآسي والصعوبات , ورغم انف كل الحروب، واعتقد ان المسألة لا تعود مرتبطة بالمتعة المجردة حصريا، بل بغريزة البقاء، التي تفعل فعلها ، وقانونها بسيط ، كلما تصاعد الخطر على الحياة، كلما تصاعد حب الحياةـ وتفعلت غريزة البقاء...فاستعاد الجنس مجده ولربما امجاده ... والله اعلم.
‏قال غير معرف…
لم اعد ادري كيف اناديك واي صفة تعبر عني حقا كما انا، اناديك بها.. الى حدود الامس القريب كنت حين اخاطبك اشعر كاني اقف امام مرايا تعكسني، اخاطب فيك نسخة مكتملة طبق الاصل مني، فلا اتردد او احس بالحرج او اتوقع ردود فعل مفاجئة.. اليوم، انا حائر بين خوفي على نسختي التي قسمت بيني وبينها ظروف وسياسات، وبين خوفي من هذه التي كانت نسخة مني وفقدت هويتها ووجدانها في خضم المستجدات.. ليس سهلا ان يكون الانسان الشئ ونقيضه في نفس الوقت.. وليس سهلا ان يتحول المرء من فاعل الى متفرج على الاحداث.. صرت اليوم اكثر ميلا لموقف من يفضل الفرجة ويكتفي باتباع فلسفة وجودية، تقول له في كل لحظة، ايها العربي الغبي، الم تفهم، بلغت الستين ولم تتعظ؟ اخرج قضيبك ان كان فيه بقية من حياة. دعه يعشق وينتصب وارحل به لتتجول عاريا وكانك ترحب بالحياة وبكل من يعشقها مثلك.. افرح بما تكسبه من مؤخرات واكساس ودع الصراعات لمن يتقنها ولمن يطمع في الحكم من ورائها.. انت اليوم عجوز فحاول ان تعيش ما بقي من عمرك، جاهد بزبرك لعلك تستدرك ما ضاع من غريزتك وشهواتك هباء منثورا، ماذا سيفيدك ان تقلق او تحزن او تتاسف؟ زوجتك، هذه المراة الساحرة التي عاشرتك طيلة عمرك، وظلت بجانبك لاهية لا تلقي بالا لما كنت انت تخوض فيه من احوال السياسة، خير منك وافضل.. فهي تنقاد بحبور وفرح لغريزتها.. تتبعها ولا تسال عن الضرر او الفساد او الفلسفات الفارغة.. فعد انت ايضا مع العائدين حتى لو كنت مقيما على الدوام لم ترحل الا في خيالك.. عد لغباوتك القديمة واكسب دقائق وساعات جميلة من حياة ما عاد امامك عمر يكفي لتعديل انحرافها واعوجاجها.. فز كما يفوز غيرك ودع الباقي لهؤلاء الذين يؤمنون بالسلاح ويجهلون العلم والقانون والبحث والجري ليل نهار خلف فلسفات لم يستقر حالها على حال مهما تغيرت الامكنة والاحوال.. دع الماضي وما فيه، لا يهمك ان كانت حقيقته كما عرفتها ام انفضحت حقائقها بشكل لم تكن تتصوره.. ليس مهما بالنسبة اليك ان تعرف.. كنت تؤمن من بعيد وتتفرج، وهو نفس الواجب الذي عليك ان تفعله اليوم ايضا.. بامكانك ان تلونه وتزوقه بالعشق والشهوة والنكاح وتلك هي الغاية القصوى لكل حياة عاقلة، فحاذر جهودك حتى لا يضيع منك القادم كما ضاع منك ما مضى.. دع الكلام الصحيح لاهله ولا تسال ما نسبة الصدق فيه او الكذب.. كل لحظة تمضيها حائرا تاخذ منك فرصة كان من حقك اغتنامها لتقود ايرك او كسك او طيزك المسكين الى غزوات وغزوات، وتمضي بعد ذلك رابحا.. ليس لعجز او قصور او كسل او جبن وانما لان ما بذلته وقدمته منذ بلغت سن العطاء لم يفد غيرك ولم يفدك.. لان الحقيقة الساطعة هي انك ضيعت ايامك.. كنت صادقا تؤمن بما سمعت دون ان تكون لك جراة للبحث عن حقيقة ما يقال من وراء جدران وستار السياسات البائدة او القادمة . كان ديدنك وايمانك سلامة الوطن من التمزيق ولم تشارك او تتساءل كيف ينبغي ان نوقف الظالمين؟ الم يكن بوسع الناس ان يدركوا ضالتهم بالحب والجمال والعقل والنيك بدل السلاح والموت؟ والان، يا ضائعا على الدوام مهما كان القادم او الضائع، انكح الدنيا وقل للعنف والاسئلة والحيرة الرخيصة كفى. فهذه الحياة العربية منذ كانت، لم تبدع في كل تاريخها افضل ولا اجمل من الازبار والاكساس، ولا احلى من الاطياز وما تحظى به من طعون، اقوى من طعون كل المحاكم التي لولا السيوف والمجانيق والاسلحة النارية لما قدر لها ان تبقى وتعيش.. اذن فز بحياتك الغارقة في محيط رائع من الاجساد الشهية ان كان في زبرك قدر من الشهوة تسعفه على الجهاد..
‏قال gamale halawa
ما هذا...؟؟ ذكرتني بالضفدع وانت تتقافز من ضفة لضفة ...بداية معك حق فنحن بزمن التقافز ، متناسين اننا يوم امس كنا بالضفة السابقة وها نحن بقفزة واحدة صرنا بالصفة الجديدة، وكان ماضينا لم يكن شيئا ولا موجودا ...لا ليس هكذا يجب ان تكون المواقف لا ثبات فيها، والا فنحن اكثر من ضفادع بشرية نحن بشراموات انتهازيون ومنافقون، نعم الافكار تتبدل مع الزلازل فتسقط بعض جدرانها وتتهاوى ، لكن الاساسات يجب ان تبقى ثابته ، يموت الناس لكن لا تموت الانسانية ، اذا انا ارفض ان اتحول لضفدع قفاز، بل انا ثابتة على ضفتي مع اعادة التوازن لافكاري واعادة غربلتها على امل ان تصبح افضل واقوى واثبت بعد ان اخلصها من نواقصها واردانها.
اما القفز من ضفة الفكر لضفة الجنس تعبيرا عن الفشل او الهزيمة فانا ارفضه، بل انا ارفض الربط بين الفكر والجنس، بين الموقف والجنس، بين الثورة والجنس، بين الحرب والجنس ، ربطا حتميا ،بمعنى ان الجنس بديل الفكر وبديل الحرب وبديل الامن وبديل القلق وبديل الخوف وبديل السلام ...لا ... بل الجنس حياة قائمة بذاتها ترافق الانسان سواء كان يفكر او ينام او يحارب او يحزن او يفرح او يناضل واحيانا حتى وهو نائم بل وهو مريض... اذا اتفقنا على هذا يسهل ان نفهم الجنس على انه حاجة انسانية فردية يحتاجها الانسان السعيد كالحزين والمنتصر كالمهزوم والخائف كالشجاع ، والفاسد كالامين والكافر كالمؤمن والمسيحي كالمسلم....والى اخر يوم بالحياة والوجود.
عش حياتك الجنسية بكل احوالك النفسية منتصرا كنت او مهزوما لكن اياك ان تتخلى عن مواقفك او افكارك، مسموح ان تعدلها وان تصححها لكن غير مسموح ان تتخلى عنها وتهملها وتستبدلها بالجنس.
عالج ذاتك وعش حياتك الجنسية...
هذا موقفي بهذه الايام كما انا منفتحة على الألم انا منفتحة على الأمل وفي الحالتين لن اتخلى عن جسدي الجنسي .
‏قال غير معرف…
كلمتي اعلاه كلها رموز.. هناك شعور بالخيبة جراء عجز المتكلم عن فهم ما يجري.. ومن شدة همق خيبته فقد كفر بالماضي دون ان يطمئن للمستقبل.. كان عاجزا فيما سبق لانه صدق الكلام وغض طرفه عن رؤية الحقيقة.. ولذلك فهو يحتاط مما يسمعه اليوم. وفي انتظار ان تنجلي الامور، وريثما يعثر لنفسه على موطئ قدم في السياق الجديد،، فانه اصبح يخاف على قناعاته ان تضيع وسط صراع الالسنة والفليفات فيغدو كائنا بلا هوية.. لذلك يختار ان يرتاح قليلا ويهتم بامور كان غافلا عنها وعلى راسها الجنس.. ان يا عزيزتي انك اخطات فهم المقطوعة كما يجب ان تفهم.. ليس ثمة ضفدع ولا هروب ولا تنكر الهوية والمذهب.. هناك خوف سائد وحيرة طاغية.. ومن لا يحتار في ظروف كهذه التي نعيسها فهو شخص لا يفكر، ولا مذهب له وهو بعيد كليا عن العواطف والمشاعر الانسانية.. ذم سنعيش بعيون مغمضة؟ وكم مرة نقبل ان نتبع تلقائد المغوار حتى لو كان يحتكر وحده التفكير والكلام وحتى الحياة التي تفرص علينا؟ ما معنى ان نصدق بلا شروط ونكذب من ينتقد السيد القائد كالببغاوات؟ ارجوك عودي لنص القطعة واقرئيها بفهم محايد وستظهر لك اسباب رغباتي وهويتي واهدافي.
‏قال gamale halawa
الاستاذ الخديوي... ها انت تطل ثانية من شرفة قصرك المنيف، وتتلمس النص بجزئيه وكانه من كاتب واحد ...لا هو من كاتبين تبادلا انعكامس احداث جسيمة تعرض لها وطنهما الواحد الممتد من مشرق لمغرب...على ارتباطهما الفكري والعاطفي والنفسي ...الحقيقة ان النص الاول هو فعلا رسالة تلقيتها من حبيب افكاري ورفيق نفسي ومنعش احلام انوثتي وخيالاتي....
والحقسقة ايضا انني كما عنوت جوابي //قلقت عليه وخفت ان يضعف فاجبته// وبجوابي اردت ان اشدد همته واطمنه ليس عن سلامتي الجسدية فقط بل وسلامتي النفسية والعاطفية والاهم سلامة افكاري //مبدئيا حبيبتك بخير وتعيش....وافهم فوق كل هذا، انك ذكري وانا انثاك....وانك ذاك النبي الذي يبشرني،//
لقد ادركت بنقدك معظم هذه الدوافع سواء منه بالجزء الاول- باللون الاحمر- او مني بردي وجوابي بالجزء الثاني ـ باللون الاسود - الا انك تعاملت مع النص بجزئيه على انه نص واحد من كاتب واحد ... اعتقد الان قد اوضحت لك واقع النصين وصار بامكانك النعامل مع الكاتبين بوضوح اكثر ...تخيل كأن الكاتبين هما (جبران خليل جبران ومي زيادة )... اي هو وانا من دون تشبيه او تشابه بالعظيمين.
‏قال الخديوى…

سيدتي النبيلة...

أنتى لا تكتبين نصوصاً، بل تشعلين مراسلات أدبية على هيئة قصائد ورسائل، تشبه في تماوجها وامتدادها رنين ناي حزين في واد ممتد من التاريخ إلى الحنين... وقد صدقتى حين فصلتى بين كاتبين لا يجمعهما إلا وطن مهزوز وقلوب متعطشة.

لقد قرأت النصين من قبل كأنهما جزء من سيمفونية واحدة، لا لأنني تجاهلت اختلاف اليدين، بل لأن النفس الروحي المتصل بينكما، والتراسل الوجداني الحي، جعلهما – في عيني – قطعة واحدة من عزف ثنائي، تماماً كما تعزف الكمان والبيانو في وحدة لا تلغي اختلاف الأوتار، بل تمنحه لحنه الأعمق.

أما تشبيهك بجبران ومي، فليس إسقاطاً أو ادعاء، بل هو تلميح أنيق من أنثى تعرف قدر العلاقة الفكرية حين تلبسها رداء الشغف، وتهبها وقار الحرف وجرأة الإحساس. وهذا وحده كاف ليجعل القارئ يتحرك بين السطور بشغف المحقق وحذر العاشق، بين معنى ظاهر، وآخر لا يقال إلا بنبض الحروف.

لقد أوضحتى... وبكل رقي، أعدت ترتيب نغمة القراءة، فصار لزاماً علي أن أقرأكما لا كمراسلين، بل كمتكاشفين، يبوحان بالحقيقة من ضفتين، لا تتقاطعان إلا في العمق.

لكى التقدير كله، وللرسالتين خشوعي كقارئ، وانحنائي كناقد، وابتسامتي كخديوي يطل من شرفته لا ليتسلى، بل ليتعلم كيف يحب الأدب حين يصير حياة.
تحياتى...
‏قال gamale halawa
ما دمت تطل من شرفتك فانا عابرة بالطريق ، وحتى تراني وتعرفني بين العابرين، وهم كثر، ساشاور لك بيدي...هاي...فان رايت اشارتي شاور لي ، سافرح.