90 - رغم الخطب الكبير ...أفهم ...أنك ذكري وانا انثاك
راسلني
فكتب لي
قلقت
عليه وخفت ان يضعف فاجبته
رجُلي
...كلنا داهمنا الخطب العظيم، وصار مطلوبا ان ننسي امالنا التي تعودنا عليها ، وان
نبني امالا جديدة ، واحلاما جديدة، وخيالات جديدة ، عل الزمن الجديد يخلصنا من بعض
صعوبات ماضينا وحاضرنا فترتاح بعض نفوسنا
فقط، اقله كيف نعيش، وكيف نأكل، وكيف نشرب ، وهل نُحصّل ما يكفي لنعيش ونستمر ، هي
هموم يومية ، كانت تؤرقنا بما مضى، ولا زالت تؤرقنا رغم وعود الزمن الجديد بان
نتريث فسيتحسن الحال لحال افضل، ورغم
مآسي العدوان الإسرائيلي الذي لا يشبع
اجراما وتدميرا، ليستريح راحته الابدية، وان شاء الله بموته وفنائه ، فإن لم نقدر
على اماتته بايدينا المقدسة، لعله يمت من
داخله ، كوحش اسطوري يأكل ذاته ان لم يجد
من يقدمون انفسهم اضاحى له، وطعاما، فيتغذى على استسلامهم وخنوعهم الذليل.
مبدئيا حبيبتك بخير وتعيش، وان
ذَبُلت بعض احلامها، وخف اشعاعها الذي كان يلهب كل خلايا جسدها وانوثتها ، افهم
غربتك ، وافهم رغبتك ، وافهم ولهك وشوقك وشهوتك ، وافهم فوق كل هذا، انك ذكري وانا
انثاك، وانك رجلي وانا امراة لك، وانك سندي وعميد ادبي ، وانك سيدي ومالك عبادتي،
وانك ذاك النبي الذي يبشرني، ويعلمني كيف اصلي، وكيف اركع واسجد، لاروي
عظمته وعليائه بايماني وحناني وولهي اليه، واشتهائي لمجده وعنفوانه راكبا فوقي.
لا تخف لازلتُ إيَّايَ، كما كنت لك، سابقى لك، حرة ومتحررة ، وقد خبرتك برسالة سابقة ان كل
خلية من خلايا جسدي الملايين قد صارت انثى بحد ذاتها جاهزة لذكر يزرع انوثتها حياة جديدة ومتجددة ، وشغفا
جديدا، وشهوة جديدة، فكيف
لك وانت ذكر كل تلك الخلايا تتنقل بينها من اعلاها لاسفلها ، ولا هم لها،
الا ان تترنح، حبا وقهرا وغضبا وقوة ويأسا وخوفا وحزنا وانوثة بين يديك، وفي اعماق
حضن ذكورتك، وقوة ارادتك، وقوة شهوتك، وقوة انتصابك، وقوة شخصيتك
لأرتاح ...فانت ملايين القوة التي احتاجها،
لاخضع لها ولقانون سلطتها.
سأهواك ما حييت، قريبا مني او بعيدا عني، فانت موجود باعماقي، وبكل ثواني حياتي ، لأني استند اليك ان فكرت، وان كتبت، وان حلمت، وان عشقت، وان اشتهيت، نعم حبيبي لا زلت انت شهوتي، ساعدني، لاعود كما
كنت ، ارفع لك سيقاني، وانحني امامك، لتنال دبر اركاني.
💕💕💕💕
تعليقات
اما القفز من ضفة الفكر لضفة الجنس تعبيرا عن الفشل او الهزيمة فانا ارفضه، بل انا ارفض الربط بين الفكر والجنس، بين الموقف والجنس، بين الثورة والجنس، بين الحرب والجنس ، ربطا حتميا ،بمعنى ان الجنس بديل الفكر وبديل الحرب وبديل الامن وبديل القلق وبديل الخوف وبديل السلام ...لا ... بل الجنس حياة قائمة بذاتها ترافق الانسان سواء كان يفكر او ينام او يحارب او يحزن او يفرح او يناضل واحيانا حتى وهو نائم بل وهو مريض... اذا اتفقنا على هذا يسهل ان نفهم الجنس على انه حاجة انسانية فردية يحتاجها الانسان السعيد كالحزين والمنتصر كالمهزوم والخائف كالشجاع ، والفاسد كالامين والكافر كالمؤمن والمسيحي كالمسلم....والى اخر يوم بالحياة والوجود.
عش حياتك الجنسية بكل احوالك النفسية منتصرا كنت او مهزوما لكن اياك ان تتخلى عن مواقفك او افكارك، مسموح ان تعدلها وان تصححها لكن غير مسموح ان تتخلى عنها وتهملها وتستبدلها بالجنس.
عالج ذاتك وعش حياتك الجنسية...
هذا موقفي بهذه الايام كما انا منفتحة على الألم انا منفتحة على الأمل وفي الحالتين لن اتخلى عن جسدي الجنسي .
والحقسقة ايضا انني كما عنوت جوابي //قلقت عليه وخفت ان يضعف فاجبته// وبجوابي اردت ان اشدد همته واطمنه ليس عن سلامتي الجسدية فقط بل وسلامتي النفسية والعاطفية والاهم سلامة افكاري //مبدئيا حبيبتك بخير وتعيش....وافهم فوق كل هذا، انك ذكري وانا انثاك....وانك ذاك النبي الذي يبشرني،//
لقد ادركت بنقدك معظم هذه الدوافع سواء منه بالجزء الاول- باللون الاحمر- او مني بردي وجوابي بالجزء الثاني ـ باللون الاسود - الا انك تعاملت مع النص بجزئيه على انه نص واحد من كاتب واحد ... اعتقد الان قد اوضحت لك واقع النصين وصار بامكانك النعامل مع الكاتبين بوضوح اكثر ...تخيل كأن الكاتبين هما (جبران خليل جبران ومي زيادة )... اي هو وانا من دون تشبيه او تشابه بالعظيمين.
سيدتي النبيلة...
أنتى لا تكتبين نصوصاً، بل تشعلين مراسلات أدبية على هيئة قصائد ورسائل، تشبه في تماوجها وامتدادها رنين ناي حزين في واد ممتد من التاريخ إلى الحنين... وقد صدقتى حين فصلتى بين كاتبين لا يجمعهما إلا وطن مهزوز وقلوب متعطشة.
لقد قرأت النصين من قبل كأنهما جزء من سيمفونية واحدة، لا لأنني تجاهلت اختلاف اليدين، بل لأن النفس الروحي المتصل بينكما، والتراسل الوجداني الحي، جعلهما – في عيني – قطعة واحدة من عزف ثنائي، تماماً كما تعزف الكمان والبيانو في وحدة لا تلغي اختلاف الأوتار، بل تمنحه لحنه الأعمق.
أما تشبيهك بجبران ومي، فليس إسقاطاً أو ادعاء، بل هو تلميح أنيق من أنثى تعرف قدر العلاقة الفكرية حين تلبسها رداء الشغف، وتهبها وقار الحرف وجرأة الإحساس. وهذا وحده كاف ليجعل القارئ يتحرك بين السطور بشغف المحقق وحذر العاشق، بين معنى ظاهر، وآخر لا يقال إلا بنبض الحروف.
لقد أوضحتى... وبكل رقي، أعدت ترتيب نغمة القراءة، فصار لزاماً علي أن أقرأكما لا كمراسلين، بل كمتكاشفين، يبوحان بالحقيقة من ضفتين، لا تتقاطعان إلا في العمق.
لكى التقدير كله، وللرسالتين خشوعي كقارئ، وانحنائي كناقد، وابتسامتي كخديوي يطل من شرفته لا ليتسلى، بل ليتعلم كيف يحب الأدب حين يصير حياة.
تحياتى...
إرسال تعليق