102 - أنا الدمشقيَّة

  أنا  الدمشقيَّة

وَالتَاريخُ يشْهدُ لي
بالعزّ ,وبالكمالِ والتمامْ
ياسمينةٌ تفوحُُ بدروب دمشق الشامْ
أدَاعبُ المجدَ 
فالمجدُ لا يغفُو ولا ينامْ
جدّتي سريانيةُ الأصل  والمآل 
أموية تباهت بمجدها الأيامْ
 حِمْصِيةٌ تربَّعت على عرشِ روما
فانحنَى لمجدِهَا  العلماءُ والحكامْ
وتنافسَ الشعراءُ  بِحُسنِها 
من عهدِ عنترةَ لعهدِ نِزارْ
وتفنَّنَ ألعُظماءُ ، لِفتحِ مُلكِهَا
وعندَ قَدَميهَا قدََمُوا لها الأنتصارْ.. 
زالتْ شعوبٌ  وزالتْ ممالكْ
وَوحدَها الشّامُ عَصيّة على الزوالْ... 
سِريانيةُ المَحتِدِ بأبجدِهوّزِهَا.. 
عَربِيةُ الفَصَاحةِ بألفِ ضَادِها.. 
لمْ يُضاهِ لفْظَها أَيُّ لسانْ.. 
ضَادُ العُروبةِ  حَرفُ سِرِّهَا.. 
ومِن بين اسْرارِها ذَيَّاكَ الجَمالْ.. 
واليَاسِمينُ سرُّ نَباتِها
وعِطْرُهَا الفَواح... 
كلّمَا حَنَّ الغَرامُ.. وتَعانَقَ الهيامْ.. 
دَمُشقيّةٌ أَزَليّةٌ أَنَا والشأامْ.
💚💚💚💚

تعليقات

‏قال غير معرف…
هذا اجمل ما يمكن قراءته في هذه الايام من سوريا.. ومن سيدة حرة متحررة بالذات.. كل المعاني والمميزات والارث الحضاري لخصته هذه الكلمة.. افضل ما يجب على ابناء سوريا الاحرار قراءته لرفع معموياتهم، ولتذكير القاصي والداني، المتجاهل والمهتم، ولكل من يتخيل ان سوريا سوف تستسلم او تضيع.. ليست كلمة عادية بل هي بيان، نداء او صرخة في وجه العالم، وفي وجه المتخاذلين الانذال، تقول لهم هذه سوريا وهذا معناها وتاريخها ورسالتها.. تماما كما كانت دائما منذ الاف السنين، قبل الاديان وبعدها، ستبقى حاملة لرسالتها، داعية لحياة لا يعرفها العالم المعاصر اليوم، ولم يتخيلها هؤلاء الذين يظنون اخيرا، انهم نجحوا واحتلوا وسادوا وباعوا ذمتهم لمن سخرهم يعيثون فسادا في هذه الارض المقدسة.. طوبى لروح كاتبة الرسالة، وطوبى لكل المقاومين العروبيين الذين لم ولن يرضخوا ابدا لمن يفبل تسليم سوريا للغزو العثماني والصهيوني والامريكي.. سوريا كانت وستبقى شعبا مختلطا واحدا موحدا يقدم للعالم اقدم نموذج للسلم والانسجام.
‏قال gamale halawa
عربي انت ، كما انا
الروح تجمعنا
والتاريخ يشهد لنا
هذي العروبة فخرنا
تضمنا وتلمنا
مهما تبعثرت أوطاننا
او تشتت افكارنا
عدو مشرقنا نفسه عدونا
وعدو مغربنا ذاته عدونا
امنا لساننا ونحونا
به تتصرف افكارنا
وحروفها ما تنفك تجمعنا
مهما تباعدت اوطاننا
ومهما تشتت افكارنا
الرباط رباطنا
بالقدس روح المسيح ونبينا
بالشام نبتنا كلنا
اموية سريانية الهوى والمنا
منها انطلقنا
واليها يكون رجوعنا
‏قال الخديوى…
القصيدة دي قطعة فنية راقية مليانة فخر وهوية وانتماء عميق لدمشق وتاريخها العريق. انتى بتتكلمي بصوت المرأة الدمشقية، لكن الصوت ده كمان هو صوت الأمة، صوت الحضارة الممتدة من جذور سريانية وأموية، لحد عز العرب وضاد لغتهم.

اللغة فيها شاعرية عالية، بتجمع بين الصور الحسية (زي "الياسمين" و"عطرها الفواح")، والصور التاريخية (زي "حمصية تربعت على عرش روما" و"أموية تباهت بمجدها الأيام")، وده بيخلق حالة شعرية مدهشة فيها اعتزاز وشموخ.

التكرار المقصود لبعض العبارات زي "أنا الدمشقية" و"سريانية... عربية..." بيثبت فكرة الهوية المزدوجة اللي بتحتضن الثقافات المختلفة وبتدمجها في شخصية واحدة قوية.

القفلة "دمشقية أزلية أنا والشام" فيها حسم، وبتأكدى إن اللي بيجمعك بالشام مش مجرد جغرافيا أو تاريخ، لأ، ده دم وهوى وعطر وكيان.

لو بسط الكلام هقول: إن دي قصيدة بتشمى فيها ريحة الشام، وبتحسى فيها نبض حضارات ماشية في دم واحدة من بناتها.
‏قال gamale halawa
دائما سيد الرد شكر وامتنان، ساقول امرا مهما ، انا اشعر فاكتب ، انفعل فادون، اطرب فادندن والحن، لكن لا افكر باستنتاجاتك لا تخطر ببالي ، انت من تتعمق وتتلمس ما لا المسه اواراه انت تكشفه فتكمل الناقص عندي، بحيث يصبح نقدك وتحليلك كانه تكميل للوصول الى لكمال شكرا من قلبي وعقلي .
‏قال غير معرف…
سيدتي وشاعرتي.. الشاعر الجيد ليس من اخلاقه وميزاته النسيان.. لا تغفلي عن اصول الافكار والاشياء المحيطة او الموحية.. تذكري الماضي الشخصي القريب والبعيد، قبل ان تولد القصائد العصماء والافكار والاحداث.. كانت هناك مراسلات وحكايات طويلة قبل ان يولج السياق.. ضعي قدميك الحميلتين على ارض الواقع، ولا باس ان تلتفتي بين حين وحين الى الوراء..
‏قال الخديوى…
كلامك لمسني جدا، لأنك عبرتي مش بس بتقدير، لكن بإحساس صادق بيخليني أصدق أكتر في قيمة القراءة المتأملة. إبداعك بيولد من صدق اللحظة، وده في حد ذاته أعظم ما يملكه الكاتب الحقيقي، وأنا مجرد مرآة بحاول أعكس النور اللي بيخرج من بين سطورك. لو كان تحليلي بيكمل بعض النقص، فده لأن نصوصك فيها من العمق ما يستدعي الغوص، ومن النور ما يستحق التأمل. شكري ليكي أكبر من الكلام.
‏قال غير معرف…
القصائد لا تولد إلا من حس مرهف وعاطفة صادقة فتصل إلى هدفها المنشود
Mr. Wonder
‏قال gamale halawa
السيد Mr. Wonder شكرا ، أتشرف بك وبكل زائر لمدونتي ، وتعليقك على المقطوعة يظهر تقافتك وقدرتك على ايجاز رايك باقل عبارات واوضح كلمات...وارجوا ان ارى تعليقاتك المهمة على باقي المقطوعات والقصص المنشورة بمدونتي...وشكرا