117 - خشوع واعترافات
خشوعٌ واعترافاتْ
أعترف اليك ، وانت راهبُ اعترافاتي
إليك أقر بآهاتي، وشجون شهواتي
وبِحُكمكَ أرضى
ولقرارك أُخضِعُ كلَّ عباداتي.
ياشيخِي وراهبِي
أنا امرأة معجونةٌ، بخطايا الشهوات
مكبوتة، بواقعِ مجتمعي وحياتي
ووصايا الرب لكل الأنبياء
لا تزنِ
فالزنا أحرمُ المحرماتِ
أخافُ أن أبوحُ أكثر
فتُحاكِمُني بخطيتي
كلَّ عمري وحتى مماتي ...
وحدكَ
من صار شيخي وراهب اعترافاتي
وشفيعي للواحد الرحمنِ
ترجوه أَن يمحُ كل زلاتي وهنّاتي
تُبشرُني
ستُحررُني
وفيةً مخلصة لك، وللعاشق الثاني...
تواعدنُي أن تزوراني
في معبدي ليلا
لأكمل طقوس توبتي
وتُسْمِعُهُ كلَّ اعترافاتي
وتباركْ أمامه كل أَركاني
وتصلي كي تفوركل ثماري
وتتركني لعشقه
معشوقة
كما يبغاني
وكما اشتهي وتشتهيني
وكما رب العلا كوَّنَ كياني
معشوقة
للحب ومن يهواني، لا أبالي
أُضحية حلالٌ
يَحلُّ حلالُها لكل عاشق ثان
تُراقبني بين يديه
كيفَ أتلوى وأتوهُ
وكيف أأن وابوحُ
لربي...بوحَ شهوتي
من أعماقِ وجداني
وأنت قربي تصلي
تباركني
بقوة الإيمان
كي تفورَ ثماري
محبة... وعشقا... وشهوة
تُرضيكما
وتُرضيني
وترضي الربَّ في الأعالي
اليه اعترافي وبه أستعين
أولاً وثانِ
💕💕💕💕
تعليقات
النص دا بيجمع ما بين روح التصوف وجرأة الاعتراف، كأنك بتقفى ما بين محراب الرغبة ومحراب الندم، وبترسمى لوحة مشاعرها بتفاصيل حسية لكنها ملبوسة بثوب التوبة. فيه لغة شعرية رفيعة، ومجازات دينية بتمتزج بعمق إنساني حقيقي، فبنشوف الرغبة مش بس جسد، لكن طقس، صلاة، واعتراف.
الكتابة دي مش مجرد فضفضة، دي بناء درامي فيه تطور لحالة البطلة، من الكتمان للبوح، من الخوف للانعتاق، وكأنها بتخلق مذهب خاص بيها في الحب والتوبة في آن واحد.
شكراً على خشوعك المدهش... وكملى يا صديقتي الصدوقة...
جسمك الذي كونه العلا معجونا ب"خطايا شهواته" لن يغادر معبد الرب كفاجر، وانما كتضحية، يستعرض معجزات الرب من خلال ما خلقه فيك من السحر والجمال.. كملاك ينشر الحب ويفتح ابواب الجنة، في معبد الصلوات ومباركة الرب الخالق.. امام حبيب شيخ وراهب متصوف يرى في عشق سحرك تقديرا وتجسيدا لرحمة الرب وعدله.. يراك تصبين حليبك في افواه العطشى، وتمنحين ذاتك المعجونة بشهوتها قربانا وعبادة... عبادة لا ترى في الاجساد الا تعبدا وتفانيا في انتشاء متصوف ذي طبيعة روحانية... عابدة تتفانى بكيان مهووس جامع بين عشق الرب وحرارة الايمان، كنبية تنام وتصحو حائرة بين اشتعال الشهوات وسمو ارواح المؤمنين .. او كنحلة حرة تطير من رحيق حلو الى اخر احلى... وتعود الى معبدها تطفئ عطش الصائمين بالعسل الالهي.. هي اذن رسالة وامانة تتحملين وزرها في امن يظلله تصوف الايمان الرصين.. لا لوم عليك ولا خطيئة غير مغتفرة.. هذا ان نظرنا اليها من داخل منظومة الايمان وقواعدها، وتلك هي الحقيقة بدون شك. لكن مع القرن 20 جرت مياه غزيرة من تحت جسور المنع والتحريم الربانية.. ثمة من عاد الى عبادات قديمة كالطاوية والكنفوشيوسية والبراهمانية، وكلها ترى وتجمع ان السعي الى متعة جنسية تجعل الارواح تسمو وترتفع الى درجات عليا تقربها من الرب الخالق، وقنها كان الناس يهدون بناتهم وحورياتهم الى الرهبان ليطهرونهن من حالة مادية بشرية الى حالة الصفو الرباني، ليصبحن قادرات على الزواج.. مما يعني ان مجتمعات قديمة كانت تتخذ من الجنس مدخلا لتسلم الحياة على الارض.. اقوام اخرون منهم الاغريق والرومان كانوا يفعلون نفس الشئ لتحضير الشباب المراهق ليكون قادرا على عبور طفولته ومراهقته الى عالم الذكورة والمسؤولية.
والسيد unknown الأستاذ المتعمق ...
اتفاجأ كيف تقرآني ... واقسم باللات ...ورب العزة، ان لم يخطر ببالي الا مشاعري وقد هبت بارجاء كياني ، فحلقت باحلامي اكتب اشجاني وجنون افكاري ، ولم يخطر ببالي كذا او كذا ستقرآني ...
اظن بصدق، لعلكما تفهماني اكثر مما افهم نفسي، فتدركان من كلامي ميول افكاري وجنون احلامي ... لا اعتذر او الوم نفسي بل انا مسرورة راضية ومتصالحة مع نفسي ومع ما بنفسي لمستقبل ايامي...
اشكركما واثق بكما ومنكما اتعلم ، واعلم اني صادقة من غير لف ولا دوران الا ما تتطلبه صياغة الادب من سلبم المباني وفصيح الكلام وواضح المعاني ...
واشهد اني محظوظة ان وقعت منكما موقع الاهتمام، وعلى درب النجاح تدلاني وترشداني .
ردك وحده قصيدة مكتملة الإحساس، نابعة من روح تعرف كيف تصدق القول وتجمله، دون أن تفقد عفويتها أو وهجها.
تقولين إنك تكتبين مشاعرك دون أن تدرسي كيف ستقرأ، ولكنني أرى أنك تكتبين بروح تنبض بالحقيقة، ولذلك تقرأين بقلب لا بعين، ويصلنا منكى ما لا تتعمدين إيصاله... وهذا هو السحر الحقيقي.
أن تفهمي نفسك بهذا السلام، وتتصالحي مع ما فيكى، هو أول مراتب النضج الإبداعي... ونحن لا نقرأكى فقط، بل نستمتع بأن نكون مرآة نقية لما تنثرينه، نلتقط فيه الدهشة، ونردها إليكى محبة وإجلالاً.
أنتى لستى محظوظة بقراءتنا، بل نحن المحظوظون بكى، وبما تحملينه من صدق وعذوبة... واسمحي لي أن أقول إن قلمك لا يحتاج إلى دليل، بل هو في ذاته نور يدل على نضج صاحبته.
دمتى لنا صوتاً نقياً، ومشاعر تكتب، فنتعلم منها قبل أن نعلق عليها.
إرسال تعليق